مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية لـ«العين الإخبارية»: نحتفي بالسينما وصانعيها

افتتحت الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان أيام قرطاج السينمائية بفيلم “فلسطين 36” للمخرجة آن ماري جاسر والذي احتضنته مواصلا فعالياته إلى 20 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 200 فيلم من مختلف أنحاء العالم.
والفيلم الافتتاحي يعرض لأول مرة في تونس، ويكشف العمل ـ الدور الذي لعبته القوى الاستعمارية، وعلى رأسها بريطانيا، في صياغة واقع جيوسياسي خانق للفلسطينيين .كما يوثق العمل مرحلة تاريخية مفصلية تداخلت فيها قسوة الاستعمار مع المقاومة الوطنية وما رافقها من تبعات إنسانية قاسية، خلال سنوات 1936-1939.
وكرم المهرجان وجوه بارزة في السينما التونسيّة والعالمية، من بينها المخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة والمخرج المالي سليمان سيسيه والسينمائي البينيني بولان سوما نوفيرا، إلى جانب المنتج التونسي عبدالعزيز بن ملوكة.
ومن جهته،أكد مدير المهرجان لـ«العين الإخبارية» على المكانة التي تحتلها هذه التظاهرة بوصفها أعرق مهرجان عربي إفريقي يحتفي بالسينما وصانعيها وبالتقاء الأفكار.
كما أكد أهمية الحفاظ على ثوابت المهرجان ومواصلة مسار المؤسسين الداعم لسينما المؤلف الملتزمة بالقضايا الإنسانية والمنفتحة على سينما الجنوب والمتجذرة في محيطها العربي والأفريقي.
وأفاد بأن المهرجان يواصل ترسيخ توجهاته الفنية التى شكّلت مساره عبر العقود، من خلال المحافظة على أقسامه الثابتة، وعلى رأسها مسابقات الروائى الطويل والوثائقى والقصير، إضافة إلى قسم “قرطاج للسينما الواعدة” الذى يمنح مساحة لاكتشاف المواهب السينمائية الناشئة من مختلف مدارس العالم.
من جهتها،عبرت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر عن اعتزازها الكبير باختيار الفيلم لافتتاح مهرجان ايام قرطاج السينمائية. واعتبرت أن ذلك شرف عظيم لفريق العمل في ظل الظروف القاسية التي أُنجز فيها الفيلم. وأكدت أن أصوات وصور المهرجان تصل إلى فلسطين وتُسمع هناك.
برنامج المهرجان
كما يحتفي المهرجان بمجموعة من الأعمال التي شارك فيها الفنان اللبناني زياد الرحباني، تقديرًا لمسيرته الفنية التي جمعت بين الموسيقى والمسرح والسينما، مما يعكس حرص المهرجان على دعم الثقافة والفنون بكافة أشكالها.

وفي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، تشارك تونس بثلاثة أفلام هي “سماء بلا أرض” لأريج السحيري، و”صوت هند رجب” لكوثر بن هنية، و”وين يأخذنا الريح” لآمال قلاتي، إلى جانب أعمال من دول عدة مثل نيجيريا والسودان والعراق والتشاد والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين وبوركينا فاسو.
أما المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة فتشهد مشاركة 12 عملًا من بينها “مقبرة الحياة” من السنغال و”الرجل الذي يزرع الباوباب” من بوركينا فاسو، فيما تمثل تونس بأفلام “الكنّة” و”زرّيعتنا” و”فوق التل”. كما تضم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة أعمالًا من لبنان وجنوب إفريقيا ومصر والجزائر والرأس الأخضر والسنغال وفلسطين وسوريا وتونس.
ويتيح المهرجان أيضًا منصة واسعة للسينماءات العالمية، حيث تشارك السينما الأرمنية بأفلام تعالج موضوعات الهوية والشتات والمقاومة، والسينما الفلبينية بمجموعة من أبرز أعمالها، إلى جانب السينما الإسبانية والأعمال اللاتينية التي تتناول الذاكرة الشعبية وحركات المقاومة.
ويعد مهرجان “أيام قرطاج السينمائي” من أقدم المهرجانات في المنطقة، إذ تأسس عام 1966 وكان يقام كل عامين بالتناوب مع “أيام قرطاج المسرحي” قبل أن يصبح تظاهرة سنوية، ليظل منصة مهمة لدعم الإبداع السينمائي العربي والعالمي.


aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز



