طقس فرنسا يشهد موجة حارة «نادرة الكثافة» بفعل «تأثير ظاهرة الفون»
تشهد فرنسا اعتبارًا من الأربعاء درجات الحرارة ارتفاعًا غير مسبوق في مختلف مناطق البلاد، لتقترب من المعدلات التي تسجل عادة في شهري مايو أو يونيو.
ويرجح أن يؤدي أحد الظواهر الجوية الخاصة إلى ارتفاع أكبر في درجات الحرارة بجنوب غرب البلاد.
وفي مدينة بو التابعة لإقليم بيرينيه-أتلانتيك، من المتوقع أن يتم تسجيل درجات حرارة قد تعادل أو تكسر الرقم القياسي البالغ 25.8 درجة مئوية المسجّل في مثل هذا الوقت من العام، بحسب صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية.
وبعد شهري سبتمبر وأكتوبر اللذين كانا قريبين من المعدلات الموسمية المعتادة، تشير توقعات متييو فرانس إلى أن الحرارة سترتفع بشكل واضح ابتداءً من الأربعاء 12 نوفمبر.
فقد تصل درجات الحرارة إلى 25 درجة مئوية في الجنوب الغربي، بينما تقترب من 20 درجة في غالبية مناطق فرنسا يومي الأربعاء والخميس والجمعة، باستثناء الشمال والشمال الشرقي. أي أنها أشبه بدرجات حرارة بداية مايو، وفي الجنوب الغربي أقرب إلى طقس يونيو أو حتى مطلع يوليو.
وتوضح قناة الطقس أن ما يحدث هو “موجة دفء نادرة الكثافة بالنسبة لشهر نوفمبر”، في مؤشر جديد على أن خريف 2025 هو من بين أكثر الفصول دفئًا في تاريخ البلاد. وقد يصل المتوسط الحراري الوطني إلى 16 درجة مئوية، أي بزيادة تتجاوز 6 درجات عن المعدل الموسمي المعتاد.
ما هي أسباب موجة الدفء؟
وتعود هذه الارتفاعات الحرارية إلى تداخل عدة عوامل، أبرزها، بحسب المتخصصين، تشكل منخفض جوي واسع فوق شمال المحيط الأطلسي يدفع نحو فرنسا كتلًا هوائية شبه استوائية دافئة، ما يرفع درجات الحرارة بشكل شامل.
“تأثير الفون”.. ليس ممتعًا كما يبدو
ويضاف إلى ذلك ظاهرة معروفة في المناطق الجبلية تسمى “تأثير الفون”، هذا التأثير يحدث عندما تصطدم كتلة هوائية بسلسلة جبال كالألب أو البيرينيه ثم تعبرها.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإنه على الجانب الأول من الجبل، ترتفع الكتلة الهوائية للأعلى، فينخفض الضغط، فتنخفض الحرارة، ويتكاثف الهواء مكوّنًا سحبًا وهطولات، وعلى الجانب الآخر، تهبط الكتلة الهوائية، فيزداد الضغط، فترتفع الحرارة ويجف الهواء.
وهذا الاحترار السريع للهواء الهابط يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
في هذه الحالة تحديدًا، ستنحدر رياح جنوبية جافة من جبال البيرينيه نحو السهول، ما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الحرارة. وقد تشهد مناطق بين بيارن وبيجور درجات حرارة تقترب من 27 درجة مئوية.
ورغم طابعها الاستثنائي، يتوقع أن تستمر هذه الموجة لفترة قصيرة فقط. فمع نهاية الأسبوع، ستنخفض درجات الحرارة بنحو 10 درجات، لتعود إلى ما دون المعدلات الموسمية. وتشير التوقعات إلى أن الأسبوع المقبل قد يشهد طقسًا أكثر خريفية، بل وربما شتويًا في بعض المناطق.
لكن ذلك لن يغير من الحقيقة الأكبر، عام 2025 يتجه ليكون أحد أكثر الأعوام حرارة في تاريخ كوكب الأرض.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
