تشونغ هويجوان.. من معلمة كيمياء إلى أغنى امرأة عصامية في الصين
شهدت تشونغ هويجوان، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة «هانسوه» للأدوية، قفزة مذهلة في ثروتها هذا العام.
وارتفعت الثروة بنحو الثلثين إلى 19.7 مليار دولار، ما رفع ترتيبها إلى المركز السادس عشر بين أغنى أثرياء الصين، وفقًا لأحدث التصنيفات.
وبفضل ارتفاع أسهم شركتها المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 70%، رسخت تشونغ مكانتها كأغنى امرأة عصامية في البلاد، وأحد أبرز الوجوه في قطاع التكنولوجيا الحيوية المزدهر في الصين.
واعتبر تقرير نشرته مجلة “فوربس” رحلتها من معلمة كيمياء إلى مليارديرة أنها واحدة من أكثر القصص إلهامًا في عالم المال. فبعد تخرجها في جامعة «جيانغسو نورمال» عام 1982، بدأت تشونغ مسيرتها المهنية بتدريس الكيمياء في مدرسة محلية، ثم عملت في هيئة الرقابة الدوائية في مقاطعة جيانغسو، قبل أن تؤسس شركتها الخاصة «هانسوه» عام 1995. وبفضل دعم المستثمر تشن جندا، الذي يملك أيضًا حصة كبيرة في الشركة، نجحت في طرحها للاكتتاب العام عام 2019، وجمعت مليار دولار.
ونجاح تشونغ لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية مبكرة لتحويل «هانسوه» من شركة تصنع الأدوية التقليدية إلى قوة ابتكارية في تطوير العلاجات المتقدمة. ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقّعت الشركة صفقة ضخمة بقيمة 1.5 مليار دولار مع «روش» السويسرية لتطوير دواء لعلاج سرطان القولون، تتضمن دفعة أولية قدرها 80 مليون دولار ومدفوعات مستقبلية تتجاوز 1.4 مليار دولار.
صفقات عديدة
ومنذ عام 2020، أبرمت «هانسوه» ست صفقات ترخيص، 5 منها مع شركات أدوية عالمية كبرى مثل «ميرك» و«غلاكسو سميث كلاين» و«ريجينيرون»، لتطوير أدوية في مجالات السرطان والسمنة والمناعة.
وبينما تتحول الصين تدريجيًا إلى مركز عالمي للابتكار الدوائي بفضل الدعم الحكومي والاستثمار في الأبحاث، باتت تشونغ رمزًا لهذا التحول. ويرى خبراء أن نموذجها القيادي يجسد الصعود المتسارع للمرأة الصينية في مجالات كانت حكرًا على الرجال.
في النصف الأول من عام 2025، ارتفعت مبيعات «هانسوه» بنسبة 14% لتصل إلى 7.4 مليار يوان (مليار دولار)، وحقق صافي أرباحها نموًا قدره 15%. كما يواصل دواؤها الرئيسي لعلاج السرطان «أميلي» منافسة أدوية عالمية مثل «تاغريسّو» من «أسترازينيكا».
ورغم التحديات التي تواجه قطاع الأدوية الصيني، من بينها صرامة الإجراءات التنظيمية واحتمال فرض قيود أمريكية على الأدوية منخفضة التكلفة، تواصل تشونغ هويجوان المضي بثقة في طريقها، مستندة إلى سجل من الصفقات الاستراتيجية والابتكارات الواعدة.
وتحولت تشونغ خلال ثلاثة عقود من معلمة تشرح معادلات الكيمياء إلى سيدة أعمال تتحكم في معادلات السوق العالمي، لتصبح نموذجًا ملهمًا لصعود المرأة في عالم الصناعة والابتكار.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
