أوروبا تنشر قدرات عسكرية لمواجهة «أكثر المعارك غموضا»

قدرات عسكرية أعلنت دول أوروبية وحلف الناتو نشرها في محاولة للتصدي لواحدة من أكثر المعارك غموضا في القارة.
ففي الدنمارك، أعلن الجيش نشر “قدرات عسكرية”، وفرض حظر على تحليق الطائرات المسيرة المدنية، بعد رصد عدد منها خلال الليل بالقرب من منشآت عسكرية، وذلك بعد أسبوع شهد إغلاقا مؤقتا لعدة مطارات بالبلاد جراء تحليق “طائرات مسيرة مجهولة”.
وليست الدنمارك وحدها التي تؤرقها ظاهرة المسيرات المجهولة التي طفت على السطح في الأسابيع الأخيرة، مع إعلان عدة دول أوروبية رصد “درونز” في أجوائها، من دون تحديد مصدر انطلاقها.
وقال الجيش الدنماركي في بيان إنه نشر “عدة قدرات” ردا على رصد تلك الطائرات المسيرة عند المنشآت العسكرية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية عن طبيعة استجابته.
وضع أمني صعب
ووصفت الدنمارك الطائرات المسيرة بأنها جزء من “هجوم متعدد الوسائل”. ولم تحدد بشكل قاطع الجهة التي تعتقد أنها مسؤولة عنها.
لكن رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن أشارت إلى أن موسكو قد تكون هي المسؤولة عن الهجوم، واصفة روسيا بأنها “الدولة الرئيسية التي تهدد الأمن الأوروبي”. وينفي الكرملين أي مسؤولية لموسكو عن تلك المسيرات.
وبموجب الحظر، سيتم منع الطائرات المدنية المسيرة من دخول المجال الجوي الدنماركي اعتبارا من يوم غد الإثنين وحتى يوم الجمعة من هذا الأسبوع عندما تستضيف الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي للنصف الثاني من هذا العام، القادة الأوروبيين.
وقال وزير الدفاع الدنماركي ترولز لوند بولسن في بيان اليوم “نحن حاليا في وضع أمني صعب، ويجب أن نضمن أفضل ظروف عمل ممكنة للقوات المسلحة والشرطة عندما تكون مسؤولة عن الأمن خلال قمة الاتحاد الأوروبي”.
وستستضيف الدنمارك قادة الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، تليها قمة يوم الخميس للمجموعة السياسية الأوروبية الأوسع نطاقا التي تضم 47 عضوا، والتي تم إنشاؤها لتوحيد الاتحاد الأوروبي مع الدول الأوروبية الصديقة الأخرى بعد الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.
ووصلت فرقاطة دفاع جوي ألمانية إلى الدنمارك اليوم للمساعدة في مراقبة المجال الجوي خلال الأحداث البارزة.
«حارس البلطيق»
وقال حلف شمال الأطلسي “الناتو” السبت إنه قرر تعزيز مهمته في بحر البلطيق بفرقاطة دفاع جوي وأصول أخرى ردا على توغل طائرات مسيرة في الدنمارك.
وقال الحلف لـ”رويترز” إنه “سيعزز إجراءات التأهب بأصول جديدة متعددة المجالات في منطقة بحر البلطيق”.
وأضاف الحلف أن الأصول الجديدة تشمل “منصات لأغراض المخابرات والمراقبة والاستطلاع فضلا عن فرقاطة دفاع جوي واحدة على الأقل”.
وقال متحدث باسم حلف الأطلسي إنه لن يقدم تفاصيل عن الدول التي ستساهم بالأصول الإضافية.
وستعزز الأصول الجديدة من مهمة “حارس البلطيق” التي أطلقها الحلف في يناير/كانون الثاني ردا على سلسلة من الهجمات التي تضررت فيها كابلات طاقة وخطوط اتصال وأنابيب غاز في قاع بحر البلطيق.
مسيرات مجهولة
ونشرت دول الحلف فرقاطات وطائرات استطلاع ووحدات بحرية مسيرة في إطار المهمة للمساعدة في حماية البنية التحتية الحيوية.
وانضمت لاتفيا إلى ليتوانيا في مطالبة “الناتو” بتعزيز حمايته لدول البلطيق بعد ما قالت إنه “الانتهاكات الروسية للمجال الجوي للحلف”.
ويقول قادة “الناتو” إن روسيا دأبت على انتهاك المجال الجوي للحلف، بما يشمل دول البلطيق وبولندا، حيث تمكنت طائرات تابعة للحلف من إسقاط عدة طائرات مسيرة قالت إنها “روسية” في وقت سابق من هذا الشهر.
وتقول لاتفيا إن الأولوية في المرحلة المقبلة يجب أن تكون لتحويل مهمة المراقبة الجوية في منطقة البلطيق إلى مهمة دفاع جوي فعالة مع اعتماد قواعد اشتباك مناسبة وواضحة.
تغيير المهمة
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزيرة دفاع ليتوانيا دوفيلي ساكالينيه إن بلادها أعدت بيانا يوضح موقفها بشأن تغيير المهمة لتشمل قدرات إضافية “مثل أنظمة دفاع جوي أرضية وأجهزة استشعار وأجهزة كشف”.
وعندما سُئل عن إمكانية تغيير المهمة إلى مهمة دفاع جوي، قال الأميرال جوزيبي كافو دراجون رئيس اللجنة العسكرية لحلف الأطلسي إنه من السابق لأوانه اتخاذ مثل هذا القرار، حيث لا تزال الحوادث الأخيرة قيد التحقيق.
وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع اللجنة “قد يكون هذا خيارا مطروحا، ويعتمد ذلك على التقييم النهائي”.
ونفت روسيا انتهاك مقاتلاتها للمجال الجوي لإستونيا ولا بولندا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز