أمازون ومايكروسوفت وغوغل.. ثلاثي الحوسبة السحابية الذي يحكم اقتصاد المستقبل
قال تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر إن العالم لم يشهد من قبل شركات تضاهي أمازون، ومايكروسوفت، وغوغل في حجم النفوذ والاتساع.
فبعد أن كانت أسماء مثل أبل، وميتا، وإنفيديا تُعدّ ضمن ما يُعرف بـ”السباعية العظيمة” في قطاع التكنولوجيا، أصبحت المنافسة الحقيقية اليوم محصورة في هذا الثلاثي، الذي يهيمن على صناعة الحوسبة السحابية العالمية إلى مستوى غير مسبوق.
ونقل التقرير عن خبير الصناعة برنارد غولدن، وهو أحد أبرز المتخصصين في مجال الحوسبة السحابية، أن هذه الشركات الثلاث تمثل نموذجاً فريداً لما يمكن تسميته بـ”الدائرة المالية المتكاملة”.
وتبدأ هذه الدائرة باستثمارات بمليارات الدولارات لتشييد مراكز بيانات عملاقة وشراء التجهيزات التقنية المتطورة، ثم تأجير قدرات الحوسبة والتخزين والخدمات الرقمية للشركات والحكومات والمطورين حول العالم.
وتعود هذه العوائد الضخمة بسرعة، لتُعاد استثمارها في توسعة المراكز ورفع الكفاءة التقنية، ما يؤدي إلى استمرار الدورة في تغذية النمو وتعزيز الهيمنة السوقية.
في المقابل، تواجه شركات أخرى مثل ميتا تحديات واضحة. فبرغم إنفاقها الهائل على البنية التحتية ومراكز البيانات، فإنها تفتقر إلى خدمات سحابية تجارية تدرّ أرباحاً مباشرة. هذا الغياب عن سوق الحوسبة السحابية جعل المستثمرين يتساءلون عن جدوى الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركة في مجالات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، وهو ما انعكس على أداء أسهمها في البورصة خلال الأيام الماضية.
أما الثلاثي السحابي، أمازون ومايكروسوفت وغوغل، فلديه الأجوبة بالأرقام. فقد أعلنت أمازون تحقيق 33 مليار دولار من إيرادات الحوسبة السحابية و11 مليار دولار من الأرباح في ربع مالي واحد، أي بهامش ربح يبلغ 35% في قطاع يشهد منافسة شرسة. وتُظهر البيانات أن “أمازون ويب سيرفيسز” لا تزال تتصدر السوق العالمية، في حين تسجل “مايكروسوفت أزور” أسرع معدلات النمو من حيث زيادة الإيرادات الفعلية.
وتكشف تقارير صادرة عن مصرف باركليز أن الإنفاق الرأسمالي لهذه الشركات الثلاث تخطّى كل التوقعات، إذ تستحوذ وحدها على الجزء الأكبر من استثمارات البنية التحتية التقنية حول العالم.
كما تُظهر البيانات أن معدلات نموها ما تزال تتجاوز 20%، وهي نسبة نادراً ما تحققها مؤسسات بهذه الضخامة.
وتشير الأرقام الحديثة إلى أن “مايكروسوفت أزور” تتقدم حالياً على منافستيها من حيث الزيادة الفعلية في الإيرادات خلال آخر اثني عشر شهراً، في وقت بدأت فيه وتيرة نمو أمازون تتباطأ نسبياً منذ انحسار الطفرة التي شهدها القطاع أثناء الجائحة.
وبهذا الأداء، ترسخ أمازون ومايكروسوفت وغوغل موقعها كأقوى قوة اقتصادية وتقنية في العصر الرقمي، بعد أن حولت الحوسبة السحابية إلى ماكينة أرباح مستمرة ومصدر نفوذ عالمي.
ومع استمرار ضخ الاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، يبدو أن هذا الثلاثي ماضٍ في توسيع الفجوة التي تفصله عن بقية عمالقة التكنولوجيا، في مشهد يعيد رسم موازين القوة في الاقتصاد الرقمي العالمي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
