قمة أبيك.. نزاعات التجارة تهيمن على المشهد رغم هدنة الصين وأمريكا

                            تصدّر الرئيس الصيني شي جين بينغ المشهد اليوم الجمعة في قمة أبيك (التجمع السنوي لزعماء الدول المطلة على المحيط الهادئ) والمنعقد في كوريا الجنوبية، والتقى برئيسي وزراء كندا واليابان بعد التوصل إلى هدنة تجارية هشّة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأدّى اتفاق الهدنة، الذي تم التوصل إليه قبل مغادرة ترامب لـكوريا الجنوبية، إلى تهدئة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم بعدما هزّ التجارة العالمية. ولم يحضر ترامب قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تستمر يومين.
البطل المتوقع
وسعى شي إلى إظهار الصين في صورة البطل المتوقع للتجارة الحرة والمفتوحة خلال المنتدى، وهو الدور الذي استأثرت به الولايات المتحدة لعقود، في الوقت الذي يقيم فيه ترامب الحفل السنوي لعيد الهالوين في البيت الأبيض.
وقال الرئيس الصيني اليوم الجمعة لزعماء التكتل الاقتصادي، الذي يضم 21 عضوًا، خلال القمة المنعقدة في مدينة جيونغ جو التاريخية: “تتسارع في أنحاء العالم تغيّرات غير مسبوقة منذ قرن من الزمن”.
وفي كلمة دعا فيها إلى حماية قواعد التجارة العالمية وتوطيد التعاون الاقتصادي، أضاف شي: “كلما كانت البحار أكثر اضطرابًا، كلما زادت ضرورة أن نتكاتف”.
قلق إزاء خطاب الصين
ومع ذلك، تشعر العديد من الدول الآسيوية بالقلق إزاء خطاب الصين بالنظر إلى وضعها الدفاعي القوي في المنطقة وهيمنتها في مجال الصناعات التحويلية واستعدادها لاستخدام ضوابط التصدير وغيرها من الأدوات في الخلافات التجارية.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي حضر نيابة عن ترامب، لقادة الدول المجتمعين إن واشنطن “تعيد التوازن إلى علاقاتها التجارية لبناء أساس أقوى للنمو العالمي”. وتضرّرت دول كثيرة مشاركة في القمة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وخفض صندوق النقد الدولي توقّعاته للنمو العالمي في البداية بعد إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية في أبريل/نيسان، لكنه عاد ورفعها بعدما تبيّن أن الصدمات والظروف المالية أقلّ حدّة مما كان متوقّعًا.
محادثات ثنائية
وعقد شي أول محادثاته مع رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي، وقالا في تصريحات افتتاحية مقتضبة إنهما سيسعيان إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
ورغم أن العلاقات بين الخصمين التاريخيين شهدت استقرارًا أكبر في السنوات القليلة الماضية، قد يؤدّي صعود تاكايتشي المفاجئ لتصبح أول رئيسة وزراء يابانية إلى توتّر العلاقات بين البلدين بسبب آرائها القومية وسياساتها الأمنية المتشدّدة.
وأجرى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني محادثات أيضًا مع الرئيس الصيني بهدف توسيع التعامل من جديد مع الصين بعد تدهور العلاقات لسنوات.
وقال كارني أمام اجتماع لمديرين تنفيذيين عُقد بالتوازي مع القمة الرئيسية اليوم الجمعة إن كندا تهدف إلى زيادة صادراتها لدول أخرى غير الولايات المتحدة إلى المثلين خلال العقد المقبل، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه بلاده خلافًا تجاريًا مريرًا مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لها.
وأضاف أن عالم التجارة والاستثمار الحر القائم على القواعد انتهى، إذ يمر الاقتصاد العالمي بواحد من أكثر التغيرات شدة منذ سقوط جدار برلين في عام 1989.
هدنة أمريكا والصين
واتفقت الولايات المتحدة والصين أمس الخميس على تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة على الموانئ، والتي أصبحت مصدر إزعاج كبير في الحرب التجارية الأوسع بين أكبر اقتصادين في العالم، وتسبّبت في ارتفاع تكاليف الشحن البحري.
وتقدّم هذه الخطوة إعفاءً لمدة 12 شهرًا من رسوم سنوية تُقدّر بنحو 3.2 مليار دولار للسفن الكبيرة صينية الصنع التي تبحر إلى الموانئ الأمريكية، وكانت من بين الاتفاقيات التجارية التي توصّل إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية.
وفي مطلع العام الجاري، أعلنت إدارة ترامب خططًا لفرض رسوم على السفن المرتبطة بـالصين للحد من هيمنتها على قطاع النقل البحري العالمي، وتعزيز صناعة بناء السفن الأمريكية.
واستندت هذه الرسوم إلى المادة 301، وجاءت في أعقاب تحقيق أمريكي خلص إلى أن وراء هيمنة الصين عالميًا على قطاعات النقل البحري والخدمات اللوجستية وبناء السفن ممارسات غير عادلة.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على قناة فوكس بيزنس اليوم إن الإجراءات بموجب المادة 301 جرى تعليقها.
وذكرت وزارة التجارة الصينية في بيان أن التعليق ينطبق على الرسوم المفروضة بموجب المادة 301 “المتعلقة بقطاعات النقل البحري والخدمات اللوجستية وبناء السفن في الصين”. وأضافت أن بكين ستُعلّق بدورها إجراءاتها المضادّة والرسوم على السفن المرتبطة بـالولايات المتحدة.
وأفادت التقارير بأن هذه الرسوم كلّفت الشركات التي تدير السفن ملايين الدولارات، وأحدثت اضطرابات في جداول السفن، مما أدّى إلى ارتفاع نفقات الشحن ليتحمّلها في نهاية المطاف المستهلكون، وهو ما حذّر منه خبراء النقل البحري.
 aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=   جزيرة ام اند امز                              



