تقنية

أسرار «كوزيما شيبشاندلر».. مدير تنفيذي يتحكم في مليارات ويعمل 16 ساعة يوميا


ينزلق التنفيذيون تدريجيًا نحو عالم يختفي فيه مفهوم “التوازن بين العمل والحياة”، ويؤكد كوزيما شيبشاندلر، الرئيس التنفيذي لشركة “تويليو” الأمريكية، أن النجاح لا يتحقق عبر الراحة، بل بالانضباط والتضحية.

وفي حديثه لمجلة فورتيون، قال إنه يبدأ يومه في الرابعة والنصف صباحًا، ويعمل حتى التاسعة مساءً، ونادرًا ما ينفصل عن التفكير في العمل، باستثناء بضع ساعات يوم السبت. ويضيف: “النجاح لا يأتي من فراغ، بل من التزام صارم وتضحيات جادة”.

وُلد شيبشاندلر لأبوين مهاجرين من مومباي، ويصف نشأته بأنها تجسيد لقصة نجاح المهاجرين التقليدية. يقول: “كان والداي يحلمان بأن أحقق ما هو أفضل، وأن أخلق لنفسي فرصًا لم تتح لهما”. هذا الطموح شكّل لديه التزامًا مبكرًا بالعمل الجاد.

تخرّج في جامعة إنديانا عام 1996، وبدأ مسيرته في مجموعة “جنرال إلكتريك”، حيث ترقّى بسرعة ليصبح مديرًا ماليًا لأحد فروع الشركة في سن الـ31. واليوم، يقود شيبشاندلر شركة “تويليو” التي تتجاوز قيمتها السوقية 16 مليار دولار، ويشرف على أكثر من 5500 موظف.

يبدأ شيبشاندلر يومه بمراجعة البريد الإلكتروني ورسائل Slack، ثم يتناول قهوته و”السموذي” الصباحي، ويطّلع على الأخبار قبل التمرين الرياضي. يقول: “أتبع هذا الروتين بدقة، فأفكر أثناء التمرين بما قرأته من رسائل وعناوين”. وبحلول السابعة والنصف صباحًا، يكون قد بدأ عمله رسميًا، متقدمًا على موظفيه بساعتين.

يحرص على تناول العشاء في السادسة والنصف مساءً سواء في المنزل أو أثناء السفر، إذ يقضي نحو 75% من وقته في رحلات عمل. وبعد العشاء، يعود للعمل لمدة ساعة، ثم يخصص نصف ساعة للاسترخاء بمشاهدة برامج خفيفة أو رياضية.

حتى عطلات نهاية الأسبوع لا تخلو من العمل، إذ يستيقظ شيبشاندلر في السادسة والنصف صباحًا يومي السبت والأحد، ويخصص أغلب يوم الأحد للعمل. السبت هو الاستثناء الوحيد الذي يتيح فيه لنفسه راحة محدودة من ست إلى ثماني ساعات. يقول: “هذه هي طبيعة الحياة التنفيذية”.

ويرى أن التوازن بين العمل والحياة “شبه مستحيل” في المناصب القيادية العليا. ويوضح: “إذا كنت تبحث عن دوام من التاسعة إلى الخامسة ووقت لهواياتك، فهذا خيار جيد، لكنه لن يقودك بالضرورة إلى قمة القيادة”.

رغم ساعات العمل الطويلة، يركز شيبشاندلر على الفاعلية. فهو يتجنب الاجتماعات عديمة الفائدة، ويقسم وقته بدقة، إذ يخصص 25 دقيقة للاجتماعات ضمن نصف الساعة أو 50 دقيقة ضمن الساعة، ليترك وقتًا للحركة بين اللقاءات. يقول: “أقوم بجولة قصيرة بعد كل اجتماع أو أمشي على جهاز المشي بعد الغداء لتجنب الخمول”.

كما يتجنب وسائل التواصل الاجتماعي لاعتقاده أنها تشتت الانتباه، ويؤكد أن “العادات الواضحة” تعزز الإنتاجية. ويرى أن الجيل الجديد من الألفية والجيل زد يميل إلى المطالبة بمرونة أكبر، لكن هذا لا يتوافق دائمًا مع متطلبات القيادة.

ويختتم: “كل قرار نتخذه بشأن التوازن بين العمل والحياة له عواقب، وقد لا يقودنا جميعًا إلى قمة الهرم التنفيذي”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى